مقتل شخص ودمار واسع.. فيضانات تضرب ساو باولو البرازيلية

أدت الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدينة ساو باولو البرازيلية إلى فيضانات مدمرة أسفرت عن غرق وجرف العديد من السيارات، واحتجاز السائقين داخل مركباتهم، ما أدى إلى وفاة شخص واحد على الأقل حتى الآن.

وذكرت قناة "تيلي سور" الفنزويلية، اليوم الجمعة، أن العاصفة القوية ضربت شمال ساو باولو، ما تسبب في فيضان نهر ريو فيردي الذي حوّل شارع إدجار فاكو إلى مجرى سيول جرفت السيارات والمارة. 

وأسفرت هذه الكارثة عن وفاة سائقة نقل الركاب جانينا دي سوزا مايا، البالغة من العمر 47 عامًا، التي عُثر عليها داخل سيارتها بعد أن فشل رجال الإطفاء في إنقاذها رغم محاولاتهم المستمرة. 

وتعد هذه المأساة الثانية من نوعها خلال أقل من 20 يومًا، حيث فقد سائق آخر حياته في ظروف مماثلة مطلع فبراير الجاري.

أعمال إنقاذ بطولية

وثقت مقاطع الفيديو التي التقطها السكان من المباني المحيطة اللحظات الحرجة التي احتُجز فيها السائقون داخل سياراتهم، وسط صرخات استغاثة مع انجرافهم بواسطة التيار القوي. 

ومن بين الناجين كان الرياضي ماتيوس لوبيز ووالدته، اللذان حوصرا داخل سيارتهما وتم إنقاذهما بفضل تدخل موظف في مخبز قريب، استخدم خرطومًا لسحب السيارة وإخراجهما بأمان.

ولم تقتصر الأضرار على المركبات فقط، بل امتدت لتشمل الممتلكات التجارية. فقد تعرضت صالة رياضية وصيدلية ومحال تجارية أخرى للغمر بمياه الفيضانات، ما ألحق بها خسائر مادية كبيرة. 

وتُعد هذه الحادثة واحدة من أشد الكوارث الطبيعية التي تواجه المدينة في الفترة الأخيرة.

هطول أمطار غير مسبوق

أكدت بلدية ساو باولو أن العاصفة التي ضربت المدينة كانت استثنائية من حيث شدتها، حيث هطلت أمطار غزيرة بمعدل 70 ملم خلال أقل من ساعتين، وهو ما يعادل 11.7% من متوسط هطول الأمطار المتوقع لشهر فبراير بأكمله.

وبلغت سرعة الرياح حوالي 46.7 كيلومتر في الساعة، فيما تجاوزت مستويات الأمطار في بعض المناطق 130 ملم في غضون ساعات قليلة، ما زاد من حدة الأضرار.

وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية البرازيلية حالة التأهب في معظم أنحاء البلاد، حيث يُتوقع هطول أمطار غزيرة مصحوبة برياح قوية يوم الأحد. 

ومن المحتمل أن تتأثر مناطق تمتد من شمال أمابا إلى جنوب غرب ريو غراندي دو سول، مرورًا بـ21 ولاية والمقاطعة الفيدرالية، مما يهدد بوقوع المزيد من الفيضانات والانهيارات الأرضية.

وأعربت سلطات ساو باولو عن حزنها العميق لوفاة جانينا دي سوزا مايا، مؤكدة أنها تعمل على تعزيز إجراءات الاستجابة السريعة لمواجهة الكوارث الطبيعية. 

وطالبت منظمات المجتمع المدني بتكثيف الجهود لتحسين البنية التحتية لمواجهة الأمطار الغزيرة التي تشهدها المدينة بشكل متكرر في السنوات الأخيرة.